بعد كلمة شكر وترحيب للدكتور الفلاح، تطرق الدكتور
الرامي في كلمته الافتتاحية لسياق الموضوع المتمثل في مجموع الرهانات السياسية
والاقتصادية بالقارة الأفريقية.
كما استهلت الدكتورة الحواسيين مداخلتها بذات السياق
مركزة على أهمية الدبلوماسية الإفريقية في رسم السياسات الإفريقية للمملكة وتعزيز
العلاقات جنوب - جنوب. كما أكدت المتدخلة على أهمية الدراسة المتمثلة في تطوير
المغرب لقوة ناعمة جعلته منافسا في إفريقيا عبر اعتماد حركية ديبلوماسية جمعت بين
التدبير الاقتصادي والاجتماعي وتعزيز العلاقات الثنائية وبالتالي إرساء هياكل العودة
للاتحاد الإفريقي.
وركزت المتدخلة على أهمية التجذر التاريخي والإنساني
والديني للمغرب بالقارة السمراء مما جعل هدف الدراسة يتمثل في الإجابة على
التساؤلات التالية: لماذا التوجه الإفريقي للمغرب؟ ماهي مرتكزات الدبلوماسية
المغربية؟ ماهي أهم التحديات والفرص المتاحة لهذه الديبلوماسية؟
اما بالنسبة لدوافع التوجه الإفريقي فترجعه المتدخلة إلى
أهمية البعد الاقتصادي باعتبار ما تزخر به القارة من موارد ومؤهلات اقتصادية
بالإضافة للأبعاد التاريخية والثقافية والدينية المشتركة وخصوصا دور المغرب الهام
في الوساطة التجارية بين إفريقيا والعالم.
اما فيما يتعلق بالمرتكزات الدبلوماسية للمغرب فقد ركزت
الدكتورة الحواسيني على نية المملكة في التحرر من قضية الصحراء على المدى البعيد وجعلها
قضية غير أساسية مع التركيز على الدبلوماسية الاقتصادية والقوة الناعمة المتمثلة
في تكوين الطلبة الأفارقة وأئمة المساجد وضمان الإسلام المعتدل والمتفتح دون نسيان
أهمية الدبلوماسية الملكية. وتكمن أهم التحديات حسب المتدخلة في تعدد الفاعلين من
داخل وخارج القارة، في مدى قدرة المغرب على الوفاء بالالتزامات المعلنة وكذا
استمرار الأزمة حول قضية الصحراء. كما تتجلى الفرص المتاحة أمام المغرب في موقعه
الجيوستراتيجي وخبرته المالية والبنكية وخصوصا استقراره الأمني واستراتيجيته
لمواجهة الإرهاب.
وختمت المتدخلة عرضها بالتأكيد على ضرورة التفاف المغرب
على محور نيجيريا ـ جنوب إفريقيا، وكذا التركيز على تحسين العلاقات مع اثيوبيا وكذا
التدبير العقلاني للمشاكل العابرة للحدود والهجرة.