لقاء أكاديمي حول موضوع التواصل المؤسساتي ودوره في دعم الحكامة الترابية

نظمت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة ابن زهر، يوم الخميس 25 مارس 2021 على الساعة الرابعة مساء، لقاء علميا يحمل عنوان: " التواصل المؤسساتي ودوره في دعم الحكامة الترابية "، وذلك بمبادرة من طلبة ماستر حكامة الجماعات الترابية والتنمية المستدامة وبتنسيق مع فريقه البيداغوجي وفريق البحث في القانون العام والحكامة، والمركز المغربي للدراسات وتحليل السياسات.

وأطر هذا اللقاء الأستاذ محمد زهور، باحث في القانون العام والمدير الجهوي للاتصال بوزارة الثقافة والشباب والرياضة، قطاع الاتصال بجهة كلميم واد نون.

في مستهل هذا اللقاء الدراسي، تناول الكلمة الأستاذ الدكتور الحسين الرامي، أستاذ باحث بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بأكادير – جامعة ابن زهر، ورئيس المركز المغربي للدراسات وتحليل السياسات، والمشرف على ماستر حكامة الجماعات الترابية والتنمية المستدامة، وقد أعرب الأستاذ الفاضل عن سعادته بهذا اللقاء العلمي الذي يؤطره الأستاذ محمد زهور وشكره على تلبيته الدعوة.

بعد ذلك أعطيت الكلمة للأستاذ المحاضر الذي بدوره عبر عن سعادته في تأطير هذا النشاط العلمي لهذا الموسم الدراسي لماستر حكامة الجماعات التربية والتنمية المستدامة.

ولمقاربة موضوع اللقاء أشار الأستاذ زهور إلى أنه لا يمكن الحديث في ظل الدولة المركزية عن الحكامة، لأن هذه الأخيرة تتطلب اللامركزية حيث تقدم صلاحيات مهمة للجماعات الترابية، وهو ما عرفه المغرب منذ 1976 بالنسبة للجماعات بخلاف الجهات والعمالات والأقاليم التي لم يصبح فيها الرئيس آمرا بالصرف إلا في سنة 2015. وأضاف ضيق اللقاء أن المغرب عرف تأخرا في تنزيل اللاتمركز الإداري، وهو ما تم تداركه حاليا بإخراج ميثاق اللاتمركز الإداري.

ثم أشار الأستاذ المحاضر أن الحكامة تعتمد على أربعة أسس ضرورية في بناء السياسات العمومية وهي: النزاهة، والشفافية، والمشاركة، والمساءلة. وأضاف أنه لا يمكن تحقيق هذه المبادئ إلا بمقاربة تواصلية.

بعد ذلك أوضح السيد زهور أن التواصل المؤسساتي وظيفة إدارية توفر إطارا للتنسيق الفعال لجميع الاتصالات الداخلية والخارجية لبناء سمعة المرفق والمؤسسة والحفاظ عليها وعلى سمعة الشركاء والمرتفقين، وأن هذا التواصل أحد الضمانات الأساسية لتجنيب المؤسسات الفشل والأزمات كذا تحقيق النجاح. وأضاف المتدخل أن كل إدارة لا بد لها من خلق بنية خاصة مكلفة بالتواصل تعهد إليها مهمة تنسيق الاتصال الداخلي والخارجي وإنشاء صورة ناجحة أمام المرتفقين والشركاء والزبناء والمستثمرين والمنخرطين.

ثم أشار الأستاذ المحاضر إلى أن التواصل العمومي بالنسبة للإدارة وظيفة استراتيجية وذلك لعدة أسباب منها الوفاء لمضامين القانون رقم 13-88 المتعلق بالصحافة والنشر والقانون رقم 13-31 المتعلق بالحصول على المعلومة.

وفي هذا الإطار، أبرز الأستاذ محمد زهور، أن أهمية التواصل المؤسساتي بالمغرب برزت مع ظهور الأزمة الصحية العالمية المرتبطة بجائحة كوفيد-19، مشيرا إلى أن وزارتي الصحة والداخلية نهجتا خلال هذه الظرفية مقاربة تواصلية فعالة مع المواطنين والفاعلين المحليين والمهتمين بالقطاع الصحي.

وأضاف أن هذه المقاربة التواصلية مكنت من تدبير الجائحة وحالة الطوارئ الصحية وكذا الإجراءات المتخذة للحد من انتشار الوباء وتجنب الأسوأ، عبر إصدار عدد من البلاغات والمناشير والقيام بالحملات التعبوية والتواصلية مع المواطنين، وذلك حفاظا على السلامة والصحة العامة.

وأعقب تدخل الأستاذ محمد زهور نقاش مستفيض، أبان عن اهتمام الحضور من أساتذة وباحثين ومهنيين وطلبة، ليأخذ الأستاذ الدكتور الحسين الرامي الكلمة الأخيرة شاكرا من خلالها الأستاذ المحاضر والطلبة والحضور الكريم.